اذن، ماهي اخلاقيات الروبوت Robot Ethics؟ الاخلاقيات تعني بشكل عام المبادئ والقيم التي تقود شخص او مجتمع لفعل الاشياء الصحيحة والابتعاد عن الاشياء الخاطئة. فمثلا هناك اخلاقيات المهنة، وهي مبادئ تقود العاملين في مجال معين لتنظيم علاقاتهم سواءً بين بعضهم البعض او بينهم وبين العملاء والجمهور. لذلك، اخلاقيات الروبوت هي المبادئ التي تنظم عمل العاملين بمجال الروبوتات سواءً تصنيع، برمجة، او تشغيل. لكن هناك من عرّف اخلاقيات الروبوت بشكل أكثر دقة وقسّمها لشقين، الشق الأول وهي اخلاقيات المستخدم تجاه الروبوت وتشمل طريقة استخدامه والاعتماد عليه وكيفية التعامل معه، الشق الثاني وهي اخلاقيات الروبوت نفسه تجاه من حوله وتشمل كيف يتعامل الروبوت مع المستخدم والروبوتات الأخرى والبيئة المحيطة. لكن الروبوت كآلة مصنوعة لا تحمل داخلها أي مشاعر، عواطف، مبادئ، قيم، قوانين، تقاليد، أو دين، فكيف تتعامل هذه الآلة مع الناس المحيطين والذين يحملون كل هذه الصفات الإنسانية. فتعاملات الناس بين بعضهم تحكمها تلك الصفات والتي تعتبر اخلاقيات، واستخدام الناس لأي أداة (سيارة، كمبيوتر، هاتف ذكي،…) لتسهيل حياتهم او لتسهيل التعاملات ايضا محكوم بتلك الصفات.
ولعلي اختم بهذا الحدث ففي ٢٣ مارس ٢٠١٦ أطلقت شركة مايكروسوفت حساب خاص بالدردشة في تويتر اسمه تاي @TayandYou و كان خلفه برنامج بذكاء اصطناعي “بوت” يغرد ويتفاعل مع المتابعين ويتعلم منهم بسرعة هائلة. بعد ساعات أوقفت مايكروسوفت الحساب بسبب تغريدات كراهية وعنصرية بدأ الحساب يكتبها. تاي لم يكن سيئا لكن بوجود خاصية التعلم الآلي Machine Learning فقد تعلم من البيئة أشياء سيئة جعلته يعيد استخدامها “كالطفل” وليس لديه قدرة على تمييز المعرفة التي يتعلمها، إضافة إلى افتقاره لمبادئ ومفاهيم تحكم استخدام هذه المعرفة.
من هنا تأتي الحاجة إلى اخلاقيات تحكم تصرفات الأجهزة والأنظمة المزودة بالذكاء الاصطناعي والتي تقوم بمهام نيابة عن الانسان. اخلاقيات تُبرمج بأنظمتها تحكم تفاعلها مع البيئة المحيطة وتوجهها لحساب العواقب الناتجة عن مخرجاتها سواءً كانت هذه المخرجات عبارة عن نصوص كما في حالة تاي أو أفعال حسية كما في الروبوتات.