اخلاقيات وحوكمة الذكاء الاصطناعي

استراتيجيات الحكومات للذكاء الاصطناعي

تشير التوقعات أن الذكاء الاصطناعي سيساهم بأكثر من ١٥ تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول عام ٢٠٣٠

قرابة ٧٠٪ منها سيكون من نصيب امريكا الشمالية والصين فقط..

 

وكون هذا التغير قادم لأغلب دول العالم، فهو بطبيعة الحال سيؤثر على الصناعات، الأعمال، البيئة، المجتمع، الصحة، التعليم، والأمن. لذلك اتجهت بعض الحكومات لإنشاء استراتيجيات للذكاء الاصطناعي لتعظيم فوائده والاستفادة منه في شتى المجالات وتقليل الاخطار والاضرار الناتجة عنه. فخلال السنتين الماضية أصدرت عدة دول استراتجياتها للذكاء الاصطناعي. كل دولة لها سياستها بالاصدار والتشريع لكن بشكل عام الاستراتيجيات تشمل إنشاء هيئات او وكالات مختصة، رصد ميزانيات، ووضع خطة مستقبلية.

(المملكة العربية السعودية في ٣٠ اغسطس ٢٠١٩ وبأمر ملكي انشأت هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي وترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء الملك سلمان بن عبدالعزيز ويرأس مجلس ادارتها نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان).

وابرز الاسئلة التي تحاول الحكومات -الى جانب القطاع الخاص- الاجابة عليها من خلال تلك الاستراتيجيات هي كيف يمكن خلق اقتصاد جديد من خلال الذكاء الاصطناعي؟ ماهو تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟ كيف يمكن ضمان سلامة واخلاقية الذكاء الاصطناعي؟

وبطبيعة الحال كل دولة لها احتياجاتها التي تريد تلبيتها من خلال الذكاء الاصطناعي، لذا فإن تلك الاحتياجات تتمحور حول عدة أبعاد، مثل البحث العلمي، التعليم، تنمية المواهب، تنمية الاقتصاد، الاخلاقيات، السياسات واللوائح، البنية التحتية، والمجتمع. 

على سبيل المثال استراتيجية الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة تركز على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعليم، الابحاث والتطوير، تحسين البنية التحتية الرقمية، تطوير المواهب، قيادة العالم في اخلاقيات البيانات، استراتيجية اليابان تركز على إنشاء حلول مستدامة لحياة إنسانية أفضل -الانتاجية، الصحة، التنقل، استراتيجية كندا تركز على الأبحاث وتنمية المواهب، استراتيجية البرازيل تركز على التحول الرقمي، واستراتيجية فرنسا تركز على الابحاث، التدريب، والصناعة.

 

في الختام، استراتيجيات الذكاء الاصطناعي للدول تركز على الخطوط العامة العريضة والتي رسمتها الدول للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي حسب امكانياتها وبيئتها واحتياجاتها، وتلك الاستراتجيات بعد بنائها تحتاج إلى حوكمة والتي تركز على وضع سياسات وقوانين لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وقد تحدثت عن حوكمة الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع في هذا المقال.